جاء أبو كلاب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو سوء حاله بعد غيبة
ابنه كلاب مع جيوش المسلمين في العراق وما إن رأى عمر العجوز حتى رق
له فدعا ابنه ولما حضر قال له ( ما بلغ من برك بأبيك ؟ ) قال
( كنت أكفيه أمره ) قال عمر ( ما أحب ما كنت تلقاه به ؟ ) قال
( كنت اعمد إلى اسمن ابلي وأغزرها لبنا فاحلب من لبنها ثم اسقيه )
قال عمر ( دونك فأعد ما كنت تصنع ) ثم أن عمر دعا الرجل فجاء
وقد انحنى ظهره وارتعشت يده وضعف بصره فقال ( كيف أنت يا أبا كلاب ؟ )
قال ( كما ترى يا أمير المؤمنين ضعف موهن وشوق مبرح ) قال عمر
( فهل لك من حاجة ؟ ) قال ( نعم . أن أرى كلابا قبل أن أموت ) فتأثر عمر
وقال (ستبلغ ما تحب عن شاء الله )
ثم أمر بإحضار اللبن الذي احتلبه كلاب كما كان يصنع من قبل وقدمه عمر إليه
فلما مسّه قال ( أرى صنيع ولدي كلاب وريح يده برح بي الشوق يا أمير المؤمنين )
فدمعت عينا عمر وقال ( هذا كلاب لديك حاضر ، قد جئناك به ) فبادر الرجل
إلى أبنه يضمه إليه ويقبله وهو يبكي حتى تأثر عمر والحاضرون فبكوا جميعا
ثم عن عمر قال لكلاب ( ألزم خدمة أبيك ورزقك جار عليك )
